الصحف المصرية تتسابق للوصول إلى الجناة في حادث كنيسة الإسكندرية
غزة - دنيا الوطن
في الوقت الذي تسابق فيه أجهزة الأمن المصرية الزمن وتكثف جهودها للكشف عن ملابسات حادث التفجير أمام كنيسة «القديسين مار مرقس والبابا بطرس» بالإسكندرية، شهدت الصحف المصرية الصادرة أمس حالة من التسابق فيما بينها للكشف عن طريقة تنفيذ وهوية الجناة في الحادث، إذ انقسمت تكهنات الصحف بين استخدام سيارة مفخخة أو حزام ناسف في عملية التفجير، كما تباينت آراؤها حول هوية الجناة ومن يقف وراء تدبير الحادث، مؤكدة تصريحاتها من خلال بعض المصادر الأمنية.
فمن جانبها، قالت صحيفة «المصري اليوم» الخاصة إن التحقيقات كشفت عن العثور على رأس مبتور بين الأشلاء في موقع الحادث، تم إرساله إلى المعمل الجنائي ولم يتعرف عليه أحد من أهالي المنطقة، أو أهالي الضحايا والمصابين، ونقلت على لسان مصادر أمنية أن هناك مؤشرات تدل على أن الرأس لمتهم شارك في ارتكاب الحادث، أو منفذ الجريمة. وأبرزت الصحيفة قول المصادر إن ملامح الرأس تشير إلى أنه قد يكون أفغانيا أو باكستانيا، لافتة إلى أنه تم اعتقال أحد المصابين الذي يشتبه في ارتكابه الحادث، بعد تعرف عدد من المصابين عليه.
ونقلت الصحيفة تصريح ذات المصادر أن هناك احتمالين للحادث، الأول أن المتهم ربما كان واقفا إلى جوار سيارة خضراء اللون كانت تقف أمام الكنيسة وفجر نفسه، والثاني أنه دخل وسط الخارجين من الكنيسة وفجر نفسه بالقرب من السيارة، خاصة أن تقرير المعمل الجنائي استبعد أن تكون السيارة مفخخة.
وأبرزت صحيفة «الشروق» الخاصة في صدر صفحتها الأولى أن شهادات رجال الشرطة تؤكد استخدام سيارة مفخخة في التفجير، ناقلة أقوال مندوب الشرطة المعين كحراسة على الكنيسة في التحقيقات بأنه شاهد سيارة صغيرة خضراء اللون قادمة من ناحية البحر باتجاه شارع جمال عبد الناصر، وشارع خليل حمادة الكائنة به الكنيسة بهدوء شديد، يقودها شخص أسمر اللون، ويرتدي نظارة طبية، وحال خروج المصلين من الكنيسة انفجرت السيارة، ووجد أشلاء الناس تتطاير في كل مكان حوله.
كما نشرت الصحيفة ما نما إلى علمها بأن تحريات مكثفة تجريها جهات سيادية مصرية بشأن ملابسات حضور ومغادرة نحو 350 من السائحين الإسرائيليين جاءوا على متن طائرات «العال» الإسرائيلية للاحتفال بمولد أبو حصيرة، وأمضوا يوما في الإسكندرية قبل التوجه إلى الضريح.
وأوضحت الصحيفة أنها حصلت على معلومات تتعلق بمكوث هذه الوفود لمدة يوم واحد بأحد الفنادق الشهيرة بشرق الإسكندرية من أجل الصلاة بالمعبد اليهودي في صباح اليوم الثاني قبل الذهاب إلى محافظة البحيرة للاحتفال بالمولد المزعوم.
أما صحيفة «الأهرام» الحكومية، فتبنت ما سمته «السيناريو النهائي» لارتكاب جريمة الإسكندرية، وذكرت في هذا السياق أن فريق البحث الجنائي كشف عن احتمال أن الإرهابي توجه مترجلا إلى مكان الحادث، واستخدم حقيبة يد تشبه حقائب المدارس والرحلات ويرجح ارتداؤه حزاما ناسفا. ونقلت عن مصدر أمني مسؤول أن الجاني ما هو إلا أداة لتنفيذ الجريمة التي تقف وراءها إحدى الخلايا الإرهابية التي أرادت تفجير الفتنة الطائفية في البلاد. وذكرت عدة صحف منها «الأخبار» و«المصري اليوم» أن أجهزة الأمن استعانت بأحد الرسامين والمصورين لإزالة بعض التشوهات التي حدثت في الرأس الذي عثر عليه بهدف رسم وجهه أو التقاط صورة له لمساعدة أجهزة الأمن في التوصل إلى باقي المتهمين. إلا أن مصدرا قضائيا مطلعا على التحقيقات نفى كل هذه السيناريوهات قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «كل ما نشرته الصحف بشأن أوصاف الجناة أو تحديدهم عبارة عن تخاريف عارية تماما عن الصحة». وأضاف «أيضا كل ما نشر عن طريقة تنفيذ الحادث غير دقيق ولا يعدو كونه مجرد تكهنات»، نافيا ما نشر عن التوصل لرسم مبدئي لملامح الجناة.
كذلك اختلفت افتتاحيات الصحف ومقالات رؤساء تحرير الصحف المصرية حول منفذي الحادث والمدبر له، فجاء في افتتاحية «الأهرام»: «فطن المصريون أقباطا ومسلمين إلى أن الجريمة الإرهابية موجهة ضد الوطن، في محاولة آثمة للوقيعة بين المسيحيين والمسلمين، واستدعى الجميع إلى ذاكرتهم التهديد الذي أطلقه تنظيم القاعدة في العراق بالنيل من الكنائس المصرية ومن ثم محاولة النيل من مصر.. وتلك كانت لحظة فارقة أبطلت أي تداعيات محتملة للجريمة الإرهابية». أما مقال رئيس تحرير جريدة «الجمهورية»، محمد علي إبراهيم، فقال فيه «لن نترك بلدنا لحفنة من المارقين باعوا أرواحهم للشيطان.. مصر لن تسقط في الفخ الذي نصبوه للعراق ولبنان والسودان ولن تتخلى عن استقلال إرادتها وترضخ لما يريدونه من تنفيذ سلام منقوص في فلسطين أو التخلي عن جزء من سيناء لنقل الفلسطينيين إليها وتنفيذ المخطط الصهيوني بإقامة غزة الكبرى واغتيال القضية الفلسطينية.. مصر لم تقبل أي مشروطيات أو إملاءات، وكانت النتيجة أن بدأ مخطط تدمير مصر من خلال تحريض واحتقان وفتن طائفية».