حادث كنيسة الإسكندرية يثير استنكاراً عالمياً
توالت ردود الفعل العربية والعالمية المنددة بالاعتداء الذى استهدف ليلة رأس السنة كنيسة قبطية فى الإسكندرية، شمال مصر، موقعاً 21 قتيلاً وعشرات الجرحى.
فقد أدان الرئيس المصرى حسنى مبارك هذا الاعتداء واعتبر أنه "عملية إرهابية تحمل فى طياتها تورط أصابع خارجية"، مؤكداً أن "دماء أبنائنا لن تضيع هدرا، وسنقطع يد الإرهاب المتربصة بنا".
كما أدان البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية هذا الاعتداء "الإجرامى"، معتبرا أيضا أن وراءه "قوى لا تريد خيرا" لمصر.
كما استنكرت جماعة الإخوان المسلمين هذا الاعتداء "الإجرامى والآثم". وأكدت فى بيان أن الإخوان "يرفضون كل أشكال العنف وتهديد وترويع الآمنين من المسيحيين والمسلمين" داعية "أبناء الوطن إلى توحيد الجهود، من أجل النهوض بمصر، والتصدى للهجمة الإجرامية".
وأعلن البيت الأبيض فى بيان، اليوم السبت، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما "يدين بشدة" هذا الاعتداء. وقال أوباما: "المحرضون على هذا الاعتداء يستهدفون المؤمنين المسيحيين ولا يحترمون إطلاقا الحياة البشرية"، معرباً عن أمله فى أن "يحاكم المسئولون عن هذا العمل الهمجى والوحشي".
وأكد أيضا أن بلاده "مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة للحكومة المصرية". من ناحيته طلب البابا بنديكتوس السادس عشر من قادة العالم الدفاع عن المسيحيين من الانتهاكات وعدم التسامح الدينى، وذلك فى أعقاب الاعتداء على كنيسة الإسكندرية.
وقال البابا أثناء قداس رأس السنة فى كاتدرائية القديس بطرس: "أوجه مرة أخرى دعوة ملحة إلى عدم الاستسلام لليأس والإحباط".
واعتبر أسقف كانتربرى روان وليامز فى بيان "أن الهجوم على مسيحيين فى الإسكندرية هو تذكير جديد رهيب بالضغوط التى تتحملها الطوائف المسيحية فى الشرق الأوسط، ويذكر أيضا بالفظائع التى ارتكبت فى الأسابيع الأخيرة".
وأعرب الستير بورت سكرتير الدولة للشئون الخارجية البريطانية عن "الحزن الشديد للهجوم على الكنيسة فى الإسكندرية الذى أودى بحياة الكثيرين" داعيا إلى "تعميم قيم التسامح المشتركة".
فى روما أصدرت وزارة الخارجية الإيطالية بيانا "أدانت فيه بحزم" هذا الاعتداء وأكدت أن إيطاليا "ستواصل إسماع صوتها لضمان حماية كاملة للحرية الدينية فى كل الظروف". كما أدان الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى هذه "الجريمة العمياء والجبانة".
وقال ساركوزى فى رسالة إلى الرئيس مبارك: "علمت بأسف شديد وتأثر كبير بهذا الاعتداء الإرهابى". مضيفا: "إدراكا منى لحرصكم الشديد على احترام الحرية الدينية أعلم أنه سيتم تحت سلطتكم بذل كل الجهود للبحث عن المسئولين عن هذه الجريمة العمياء والجبانة والمحرضين عليها ومعاقبتهم".
كما اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو اليوم، السبت، بالرئيس المصرى حسنى مبارك وأعرب له عن "صدمته الكبيرة" لهذا الاعتداء وأكد مجددا اقتناعه "بضرورة أن تشكل كافة الدول المؤمنة بالحرية جبهة موحدة فى مواجهة الإرهاب".
وفى طهران أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن "إيران تدين هذا العمل الإرهابى وتقدم التعازى إلى مصر شعبا وحكومة على مقتل الأبرياء". وكانت إيران قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع مصر فى 1980 بعد الثورة الإسلامية.
وعربيا أدان الرئيس الفلسطينى محمود عباس "بشدة الحادث الإجرامى الذى وقع ليلة أمس أمام كنيسة القديسين فى الإسكندرية" ووصفه بـ"العمل المجرم واللا إنسانى الذى يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار فى مصر الشقيقة، وإثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين".
كما أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس الاعتداء واعتبرت أن الهدف منه هو "إشعال الفتنة الطائفية".
وقالت حماس فى بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه: "إننا إذ ندين مثل هذا الحادث نوجه أصابع الاتهام إلى جهات لا تريد الخير لمصر وشعبها من مسلمين ومسيحيين بل وتسعى إلى إشعال فتيل الفتنة الطائفية التى نسأل الله أن يجنب مصر وشعبها نارها".
وفى لبنان قال حزب الله الشيعى: إن "كلمات الإدانة والشجب تبقى قاصرة وعاجزة عن التعبير عن مشاعر الغضب والأسف والحزن لجريمة التفجير الإرهابى".
وأكد أن هذا الهجوم جزء من "أخطر المؤامرات التى باتت تستهدف التنوع الدينى فى أكثر من بلد عربى وإسلامى خدمة للمشروع الصهيونى التهويدى فى فلسطين المحتلة والمشروع الأمريكى التفتيتى لبلادنا العربية والإسلامية".
كما استنكر رئيس الحكومة سعد الحريرى هذه "الجريمة الإرهابية"، خصوصا أنها "تزامنت مع الاحتفال بقدوم عام جديد، نتطلع فيه معكم، لمواجهة هذه الموجة الإجرامية المشبوهة، التى تتخذ من الأديان وسيلة لانتهاك القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية.
وأضاف فى بيان: "إننا فى لبنان، شأنكم فى مصر، نشعر بجسامة الخطر الناجم عن مثل هذه الأعمال الإجرامية، والتى تتنقل مع الأسف من بلد إلى آخر من بلداننا، وندعو إلى تحرك عربى واسع، سواء فى إطار جامعة الدول العربية، أو من خلال القنوات القيادية المباشرة، يعمل لبلورة موقف موحد من هذه المسألة تحديدا، واعتبار أى اعتداء على الحياة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين بمثابة اعتداء على الأمن القومى العربى".
وأدان العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى الاعتداء، مؤكداً وقوف بلاده إلى جانب مصر فى "التصدى للإرهاب بكافة صوره وأشكاله".
وفى الرباط وجه العاهل المغربى الملك محمد السادس برقية إلى الرئيس المصرى أعرب فيها عن "تنديد المملكة المغربية الشديد لهذا العدوان الإرهابى، ولكل أشكال الإرهاب الذى يعد إجراما فى حق الإنسانية كلها، وتنبذه قيم ديننا الإسلامى الحنيف وتعاليم الأديان السماوية والقيم الكونية بأسرها".
فى الرياض أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز عبر فى اتصال هاتفى بالرئيس مبارك عن "شجب المملكة واستنكارها لهذه الأعمال الإرهابية، مؤكدا وقوف المملكة قلبا وقالبا مع جمهورية مصر العربية ضد الإرهاب".
كما أعربت البحرين عن "استنكارها لهذه العملية الإجرامية النكراء واعتبرتها عملا إرهابيا ينافى كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية.