راعى كنيسة «القديسين» بالإسكندرية لـ «المصري اليوم»: حذرت المصلين من استهداف الكنائس لكن لم أتوقع أن تكون «القديسين» هى الضحية
حوار عماد خليل 5/ 1/ 2011
قال القمص مقار فوزى، راعى كنيسة «القديسين» بالإسكندرية، والتى استهدفتها التفجيرات الأخيرة، إنه حذر رواد الكنيسة من احتمال استهداف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عقب تهديدات تنظيم القاعدة بالعراق استهداف الكنائس المصرية، لكنه لم يتوقع أن تذهب كنيسته ضحية هذا التهديد. ونفى فوزى أن يكون الأمن مقصرا فى حماية الكنيسة، مؤكدا أن الشرطة كانت موجودة بكثافة أكبر من الأيام العادية، وهو ما يحدث دائما فى فترات الأعياد من كل عام. وتذكر فوزى، فى حواره مع «المصرى اليوم»، لحظات الفزع التى عاينها فى وجوه المصلين وقت وقوع الانفجار ومشاهد الدم التى صدمته عقب تأمينه خروج المصلين من الأبواب الجانبية، وإلى نص الحوار:
■ هل استقبلت الكنيسة تهديدات قبل حادث التفجير؟
- لم نتلق تهديدات سابقة ولم يتوقع أحد هذه التفجيرات البشعة، إن كل ما نقوم به هو الصلاة لتوديع عام واستقبال عام جديد.
■ لكن عددا من رواد الكنيسة قال إنك حذرت فى وقت سابق من استهداف الكنيسة؟
- قلت ذلك بالفعل لكن لم أكن أقصد كنيسة القديسين بشكل حرفى، وإنما الكنيسة القبطية بشكل عام عقب تهديدات القاعدة، وقلت حرفيا «احرس يا رب الكنيسة لأنها مستهدفة» لكن لم أتوقع أن تكون كنيسة القديسين هى ضحية أى اعتداء إرهابى على الكنائس.
■ بعض الأقباط يوجه اتهاما للأمن بعدم الاهتمام بتأمين الكنيسة يوم رأس السنة ورغم تهديدات «القاعدة»؟
- الأمن كان متواجدا بكثافة أكبر من الأيام العادية، وهى العادة فى أيام الاحتفالات، كان التواجد الأمنى موزعا على أركان الكنيسة وليس الباب الرئيسى فقط. وفى تلك المناسبات يكون التركيز على تأمين كنائس القاهرة والإسكندرية.
■ ما عدد الأقباط الذين تخدمهم كنيسة القديسين؟
- الكنيسة تخدم حوالى 4 آلاف أسرة قبطية، ومتوسط كل أسرة من 5 إلى 6 أفراد، ولكن مبنى الكنيسة نفسه لا يستوعب أكثر من 2000 من المصلين، ولذلك يذهب بعض أبناء المنطقة إلى كنائس قريبة.
■ صف لنا لحظات الحادث وأين كنت فى ذلك الوقت؟
- كنا نصلى بالدور الثانى والمصلون يملأون كل مكان بالكنيسة حتى إن الطرقات كانت مكتظة، وكنت أقود ختام الصلاة ونردد لحنا اسمه «أيها الرب إله القوات بارك هذه السنة»، وهو ما نختم به الصلاة، وفى آخر التلاوة سمعنا الانفجار وحدث ذعر شديد بين الناس وقمت بتهدئة المصلين، وأكملت الصلاة وبعد ذلك قمت بإخراجهم من الأبواب الجانبية.
■ وكيف رأيت ضحايا الانفجار أمام الكنيسة؟
- بعد أن قمت بإخراج المصلين توجهت مباشرة إلى مكان الانفجار ورأيت مناظر بشعة لا يمكن وصفها، فالأشلاء فى كل مكان والدماء تغطى واجهة الكنيسة بارتفاع أربعة أدوار وأهالى الضحايا يحاولون التعرف على ذويهم دون جدوى ورصيف الكنيسة مغطى بالدماء.
■ من الذى يمكن أن يقوم بهذا العمل الإجرامى البشع من وجهة نظرك؟
- لا أستطيع تخيل أن يقتل بشر أخاه بهذه الوحشية، ومن يدعى التدين، فالأديان كلها بريئة من ذلك فالدين والتقرب لله يصفى القلوب ولا يجعلها بهذة القسوة، والمشكلة أن المتطرفين يحاولون جذب الشعب المصرى لتياراتهم رغم أن الشعب المصرى برىء من ذلك.
■ حدثنا عن تاريخ كنيسة القديسين؟
- جاءت فكرة إنشاء كنيسة القديسين عندما فكر القمص بيشوى كامل فى أن تكون هناك كنيسة فى منطقة سيدى بشر، وكان لديه مبلغ فائض فى الكنيسة فوجد قطعة أرض خالية بمساحة حوالى 900 متر، اشتراها بمبلغ 9 آلاف جنيه عام 1971. وكان هناك ترخيص بورشة بلاط قبل أن تتحول فى 12 يوليو 1971 إلى «كنيسة القديسين مارمرقس والبابا بطرس خاتم الشهداء».
■ لماذا سميت بهذا الاسم؟
سميت الكنيسة بهذا الاسم لأن الأنبا مكسيموس أراد تسميتها باسم البابا بطرس خاتم الشهداء والبابا الـ17 فى تاريخ البطاركة، ونظراً لأن كاهن الكنيسة «القس مقار» أول كاهن للكنيسة قد رسم على الكاتدرائية المرقسية، فرأى أبونا بيشوى أن يكون الكاهن على مذبحه كما هو، فأضاف اسم مارمرقس إلى اسم البابا بطرس خاتم الشهداء لتصبح كنيسة القديسين.
■ وهل زار البابا شنودة الكنيسة؟
- زار البابا شنودة الثالث الكنيسة مرتين، وتعتبر من الكنائس القليلة التى زارها قداسة البابا، المرة الأولى كانت حوالى سنة 1972 وصلى القداس الإلهى، والمرة الثانية حوالى سنة 1976 صلى العشية وألقى العظة ثم عقد جلسة خاصة مع الخدام والخادمات.